يتوجه كبير الدبلوماسيين الإيرانيين، عباس عراقجي، إلى العاصمة الروسية موسكو هذا الأسبوع، في زيارة تهدف إلى بحث آخر تطورات المفاوضات النووية غير المباشرة بين طهران وواشنطن، وفق ما أعلنته وزارة الخارجية الإيرانية يوم الأحد.
وتأتي الزيارة عقب محادثات وُصفت بـ”البناءة” بين عراقجي والمبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، التي أُجريت يوم السبت في العاصمة العمانية مسقط، في أعلى مستوى من التفاوض بين البلدين منذ انهيار الاتفاق النووي لعام 2015.
لماذا تتوجه إيران إلى روسيا الآن؟
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن “الدكتور عراقجي سيتوجه إلى موسكو في نهاية الأسبوع”، موضحاً أن الزيارة “مجدولة مسبقاً” وستكون “فرصة لمناقشة آخر المستجدات المتعلقة بمحادثات مسقط”.
وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الزيارة، مشيرة إلى أن عراقجي سيلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف ومسؤولين روس آخرين.
وأعربت موسكو عن دعمها للمحادثات بين إيران والولايات المتحدة، مشددة على أن الخيار العسكري سيكون “كارثة عالمية”، في حين تواصل الصين وروسيا، وهما طرفان في اتفاق 2015، انخراطهما في جهود إحياء الاتفاق.
ما الذي ناقشه العراقجي والمبعوث الأمريكي ويتكوف في عمان؟
وصفت كل من طهران وواشنطن اللقاء في مسقط بأنه “بناء”، لكن المتحدث الإيراني بقائي أكد أن المحادثات ستبقى “غير مباشرة” بوساطة عمان، موضحاً أن “المحادثات المباشرة ليست فعّالة ولا مفيدة”.
كما أشار بقائي إلى أن التركيز الوحيد للمفاوضات المقبلة سيكون على “القضية النووية ورفع العقوبات”، مؤكدًا أن إيران “لن تناقش أي ملفات أخرى مع الجانب الأمريكي”.
أين ستُعقد الجولة المقبلة من المحادثات؟
قال وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاجاني، إن بلاده استجابت “بشكل إيجابي” لطلب استضافة المحادثات المقبلة، مؤكداً: “نحن على استعداد للقيام بكل ما يلزم”.
ولم تُحدد طهران بعد الموقع بشكل رسمي، إلا أن وكالة الأنباء الرسمية (إرنا) اكتفت بالإشارة إلى أنها ستُعقد في أوروبا.
ما هي “الخطوط الحمراء” التي وضعتها طهران في المحادثات؟
أكدت وكالة “إرنا” الرسمية مساء الأحد أن النفوذ الإقليمي لإيران وقدراتها الصاروخية تُعد “خطوطاً حمراء” في المفاوضات.
كما شدد بقائي على أن المفاوضات ستركّز فقط على الملف النووي، ولن تتطرق إلى قضايا إقليمية أو عسكرية.
كيف تبرر إيران برنامجها النووي؟
تنفي إيران باستمرار أنها تسعى لامتلاك أسلحة نووية، مشيرة إلى أن برنامجها يهدف لأغراض “سلمية بحتة”.
وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة أعادت فرض عقوبات قاسية على طهران بعد انسحاب الرئيس السابق دونالد ترامب من الاتفاق في 2018، ما دفع إيران إلى تقليص التزاماتها تدريجياً بعد مرور عام على الانسحاب الأمريكي.
ما هي تطورات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بخصوص إيران؟
أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، عبر منصة X (تويتر سابقاً) أنه سيزور طهران “في وقت لاحق من هذا الأسبوع”، مؤكدًا على أن “الانخراط والتعاون المتواصل مع الوكالة أمر أساسي في وقت تشتد فيه الحاجة إلى حلول دبلوماسية”.
وأفادت وكالة “إرنا” لاحقًا أن غروسي سيصل الأربعاء وسيلتقي بكل من عراقجي ومحمد إسلامي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية.
وتعد هذه الزيارة الأولى لغروسي إلى إيران منذ نوفمبر، حين التقى بالرئيس الإيراني آنذاك، مسعود بزشكيان.
ما هي مستويات تخصيب اليورانيوم الحالية في إيران؟
في تقريرها الفصلي الأخير في فبراير، أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران تملك نحو 274.8 كيلوغرامًا من اليورانيوم المخصب حتى نسبة 60%، وهو مستوى يفوق بكثير الحد الأقصى البالغ 3.67% المنصوص عليه في اتفاق 2015، ويقترب من نسبة 90% المطلوبة لصنع أسلحة نووية.
ماذا قال ترامب عن إيران؟
في تصريحات مقتضبة للصحفيين يوم الإثنين، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب:
“سأحل هذه المشكلة”، مضيفًا: “هذه تقريبًا مسألة سهلة.”
لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت تصريحاته تشير إلى المفاوضات النووية بالتحديد أم إلى قضايا أوسع نطاقاً تتعلق بالجمهورية الإسلامية.