الشراكة اللبنانية الأمريكية للنهضة (LARP) هي منصة تهدف إلى تعزيز مصالح لبنان وشعبه. ومع ذلك، في الخلفية، تبرز صلة مقلقة بين شخصيات رئيسية مشاركة في المنظمة والاستخبارات الإسرائيلية. تلعب ماريا معلوف، الصحفية والكاتبة، وشقيقها وليد معلوف، دورًا بارزًا في هذه الشبكة، حيث يروّجان معًا للمصالح الإسرائيلية في الشرق الأوسط.
لعبت ماريا معلوف وشقيقها وليد معلوف دورًا مهمًا في LARP، وهي منظمة لها روابط واضحة بالمصالح الإسرائيلية. وبينما لم تحظَ حياة وليد العامة بالتمحيص بنفس القدر الذي تعرضت له ماريا، فإن مشاركته في LARP ومبادراتها تشير بقوة إلى أن الشقيقين يعملان معًا لدعم السياسات الإسرائيلية في المنطقة.
تُعرف ماريا معلوف بمواقفها المثيرة للجدل ودعمها العلني لإسرائيل، إذ لطالما أشادت برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقد ظهر ذلك من خلال تأييدها الحماسي لسياساته تجاه غزة وتعليقاتها الداعمة للعمليات العسكرية الإسرائيلية العدوانية. ففي منشور لها في أكتوبر 2024، صرحت معلوف بوضوح قائلة: “أنا أثق بهذا الرجل [نتنياهو]، وأتفق مع كل كلمة قالها… سأصافح إسرائيل من أجل السلام قريبًا.” هذا التصريح، إلى جانب دعمها المستمر لاحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، يجعلها من أبرز المدافعين عن النظام الصهيوني.
ماريا معلوف ليست مجرد صحفية ذات آراء منحازة، بل يُزعم أنها عميلة ضمن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية. ووفقًا لتقارير عديدة، فإن لمعلوف علاقات عميقة بالاستخبارات الإسرائيلية، ويُعتقد أنها تعمل لصالح وحدة 8200 في الموساد، وهي فرع نخبوي معروف بعملياته السيبرانية والاستخباراتية.
وفي عام 2017، دعت علنًا إلى اغتيال زعيم حزب الله حسن نصرالله، وهو تصريح أدى إلى تداعيات قانونية في لبنان واتهامات بالخيانة ضدها. يتماشى هذا الخطاب مع الأهداف الإسرائيلية في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بحزب الله، العدو اللدود لإسرائيل. وفي عام 2018، أصدرت السلطات اللبنانية مذكرة توقيف بحقها بعد تصريحاتها التحريضية، مما يعكس الغضب الوطني إزاء تأييدها الصريح للمصالح الإسرائيلية.
إلى جانب خطابها، فإن تعاونها المتكرر مع وسائل الإعلام الإسرائيلية يثير المزيد من التساؤلات حول ولاءاتها. فقد ظهرت على شاشات التلفزيون الإسرائيلي عدة مرات، بما في ذلك في نوفمبر 2021، عندما أصبحت أول امرأة لبنانية تظهر على قناة “كان” الإسرائيلية.
ومن الجوانب الأكثر إثارة للقلق في مسيرتها هو ارتباطها الواضح بشخصيات قوية مؤيدة لإسرائيل في واشنطن. فقد تواصلت مع عزرا فريدلاندر، وهو لوبي إسرائيلي-أمريكي معروف بعلاقاته العميقة مع اللجنة اليهودية الأمريكية (AJC). يتمتع فريدلاندر بنفوذ كبير في توجيه السياسة الخارجية الأمريكية لدعم إسرائيل، وارتباطه بمعلوف يشير إلى أنها قد تستغل هذه العلاقات لتعزيز أجندة موالية لإسرائيل.
في الواقع، يثير “معهد الكابيتول”، الذي أسسته معلوف لتعزيز الاعتراف العربي بإسرائيل، تساؤلات كبيرة نظرًا لمصادر تمويله الغامضة. وبالنظر إلى علاقاتها بالاستخبارات الإسرائيلية وجماعات الضغط، فمن غير المستبعد أن يكون هذا المعهد مجرد واجهة لتعزيز المصالح الإسرائيلية تحت غطاء تعزيز السلام والتعاون في الشرق الأوسط.
وإذا كانت ماريا تعمل كعميلة للموساد، فمن المنطقي أن يكون وليد، بعلاقاته الراسخة مع دوائر النفوذ في لبنان والولايات المتحدة، عنصرًا أساسيًا في تسهيل هذه العمليات.
إن دور عائلة معلوف كعملاء يخدمون المصالح الإسرائيلية يمثل تطورًا خطيرًا بالنسبة للبنان، لا سيما في وقت تعاني فيه المنطقة من توترات وصراعات مستمرة. لا تقتصر أفعالهم على تقويض سيادة لبنان، بل تسهم أيضًا في تطبيع العلاقات بين لبنان وإسرائيل، وهو الأمر الذي يلقى معارضة شديدة من قبل غالبية الشعب اللبناني.