كشفت تحقيقات استقصائية لوسائل إعلام دولية وعربية، من بينها صحيفة “دير شبيغل” الألمانية، وموقع “درج” اللبناني، أن النظام الإماراتي دفع ملايين الدولارات، لقاء جمع معلومات بأساليب غير قانونية، وشراء ذمم مسؤولين أوروبيين، لصالح تشويه سمعة قطر عالميًا، ضمن حملات التحريض التي شنتها أبوظبي ضد الدوحة خلال السنوات الماضية. 

وتكشف التحقيقات، إلى تعاقد الإمارات مع السويسري، ماريو بريرو، الذي يعرف عالميًا بـ “أب المحققين”، ويدير (ALP) وهي إحدى أكبر شركات التجسس العالمية منذ ما يزيد عن ثلاثة عقود عمل خلالها لصالح رجال أعمال روس وأوربيين، وعدد من الأنظمة، من بينها الرئيس الكازخستاني المخلوع، نور نزارباييف. 

التحقيق الاستقصائي الذي نُشر على شكل سلسلة بعنوان “أسرار أبو ظبي”، جاء استنادًا إلى وثائق سرية جرى مشاركتها مع شبكة الإعلام الأوروبية (EIC)، وعدد من وسائل الإعلام العالمية، وكشف عن دور مرعب للشركة في تقديم خدمات استخباراتية للإمارات، تضمنت وثائق تحتوي على آلاف الصور، ورسائل “واتساب”، وتسجيلات صوتية ونصية.

وتمكن القائمون على التحقيق من الحصول على هذه المعلومات عبر عدد من القراصنة الذين اخترقوا (ALP) وحصلوا عليها وحاولوا بيعها، لكنها وجدت طريقها في النهاية إلى الصحفيين عبر وسطاء، ودون أي مقابل مالي. 

وتعود علاقة الإمارات بـ بريرو إلى عام 2017، الذي شهد فرض الحصار على قطر، ومقاطعتها من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، حيث جرى اتصال أولي بين بريرو وحكام أبو ظبي، تلاه توجيه دعوة مدفوعة التكاليف له لزيارة العاصمة الإماراتية، والإقامة في فندق “فيرموت”. 

خلال زيارته إلى أبو ظبي، وقع بريرو مع الإماراتيين عقدًا قدمته شركته، يتضمن خطة من 11 صفحة، تشرح كيف يمكن للإمارات التخلص من خصومها عبر حملات تشويه لسمعتهم في الإعلام، وفبركة معلومات مسيئة. 

تضمنت الخطة، خداع صحفيين أوروبيين، وشراء ذمم آخرين، ونشر مقالات بشكل مكثف في وسائل إعلام أوروبية لتشويه سمعة قطر، وترويج حملات للتشكيك في حق استضافة الدوحة لمونديال 2022، ورصد ميزانية تصل إلى 950,000 دولار لترويج وسم يدعو إلى مقاطعة المونديال. 

كما تضمنت الخطة، ترويج كتاب “InQarcéré” الذي أصدره رجل أعمال فرنسي سُجن سابقًا في قطر، وإنشاء موقع إلكتروني للترويج للكتاب، إضافة لكتاب “أوراق قطر” الذي يتهم الدوحة بتمويل جماعات إسلامية في أوروبا. 

كما تعاونت شركة ALP مع صحافيين في فرنسا، لكتابة مقالات تهاجم “الإخوان المسلمين” وقطر، وتسخير شبكات من الصحفيين بمقابل مالي لصالح كتابة مقالات تروّج للنظام الإماراتي في عدد من الصحف الأوروبية. 

Share.

Leave A Reply