النقاط الرئيسية:
-
التقى نائب رئيس الوزراء الصيني “خه ليفينغ” بمسؤولين أمريكيين في سويسرا بين 9 و12 مايو لمناقشة قضايا التجارة.
-
الاجتماعات تمثل اختبارًا لـ “النضج الاستراتيجي” في علاقات واشنطن وبكين، وسط نظام اقتصادي عالمي متحول.
-
الرسوم الجمركية الأمريكية فشلت في تقليص العجز التجاري أو إبطاء التقدم التكنولوجي الصيني.
-
واشنطن متهمة باستبدال السياسة الاقتصادية الفعالة بأدوات عقابية غير منتجة.
-
الصين ترد بسياسة “الصبر الاستراتيجي” وتُظهر استعدادًا للحوار رغم الضغوط.
-
الإصلاحات الأمريكية الداخلية تُستبدل بلوم الصين، مما يكلف الأسرة الأمريكية 1300 دولار سنويًا.
-
النجاح في سويسرا لن يكون اتفاقًا شاملًا بل تقدمًا تدريجيًا في ظل مقاربات واقعية.
-
أي فشل في المفاوضات قد يؤدي إلى اضطراب عالمي واسع في الأسواق والاقتصادات النامية.
في مشهد اقتصادي عالمي يمر بمرحلة تحول مضطربة، انطلقت محادثات بين نائب رئيس الوزراء الصيني “خه ليفينغ” وعدد من كبار المسؤولين الأمريكيين في سويسرا (9–12 مايو)، حيث تتجاوز أهمية هذا اللقاء مجرد الخلافات الجمركية، لتصل إلى اختبار جوهري لمدى النضج الاستراتيجي في علاقة القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم.
ما الذي يجعل هذه المحادثات حاسمة في هذه المرحلة؟
المفاوضات ليست فقط حول فائض تجاري أو سرقة ملكية فكرية؛ بل هي تحدٍ حول قدرة واشنطن على إدارة التنافس دون الانزلاق إلى مواجهة مدمرة، وقدرة بكين على الانخراط في الإصلاح دون اعتبار كل تنازل استسلامًا. في ظل النظام الليبرالي المتفكك عالميًا، تعتبر هذه المحادثات بمثابة اختبار لنضج الأطراف وليس فقط لمصالحها.
كيف أصبحت الرسوم الجمركية أداة مفضلة لدى الولايات المتحدة؟
منذ إدارة ترامب، اعتمدت الولايات المتحدة على الرسوم الجمركية كأداة للضغط الاقتصادي، وامتدت إلى سلع تشمل السيارات الكهربائية والأجهزة الطبية، ووصلت في بعض الحالات إلى 145%. المبررات لتلك الرسوم تتغير: من الأمن القومي إلى مكافحة الفنتانيل إلى حماية البيئة، لكن الرسالة الأساسية تبقى: التصعيد لا التعاون.
هل أثرت هذه الرسوم على الاقتصاد الأمريكي؟
وفق معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، أضافت الرسوم المفروضة منذ 2018 ما يقرب من 1300 دولار سنويًا على كل أسرة أمريكية، دون تحقيق هدفها الأساسي المتمثل في تقليص العجز التجاري مع الصين، إذ أعادت الواردات توجيهها عبر دول مثل فيتنام والمكسيك.
ما مدى تأثير الرسوم على التقدم التكنولوجي الصيني؟
رغم القيود على الصادرات والاستثمارات، واصلت الصين استثمارها في القطاعات الاستراتيجية، كالذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات، مع دعم حكومي منسق. وقد فشلت واشنطن في مجاراة هذا الزخم بسياسات واضحة، وبدت الرسوم مجرد بديل عن إستراتيجية متماسكة.
كيف تنظر الصين إلى التصعيد الأمريكي؟
الصين لم ترد بنفس الحدة، بل استخدمت “الصبر الاستراتيجي”، مع تطبيق تدابير مضادة محدودة، دون إغلاق باب الحوار. بكين تدرك أن الانفصال الاقتصادي الكامل غير واقعي، وقد سعت لتنويع أسواق التصدير، وتعزيز الاستهلاك المحلي، وتسريع الاكتفاء التكنولوجي.
ما الدروس التي استخلصتها بكين من تجربة 2018–2019؟
تجربة بكين في تلك المرحلة أظهرت أن تقديم التنازلات قد يقابل بتصعيد أمريكي. وهذا ما جعل القيادة الصينية تتشكك في نوايا واشنطن، حيث لم تعد ترى المحادثات كـ “تفاوض” بل كعرض سياسي داخلي موجه للناخب الأمريكي.
هل تملك الولايات المتحدة بدائل أكثر فاعلية؟
بدلاً من العزلة والعقوبات، تحتاج واشنطن إلى سياسة تجارية مبنية على الثقة، لا الاستياء؛ على الإستراتيجية، لا الشعارات. تحتاج إلى إحياء شراكاتها بدلًا من تنفير حلفائها الأوروبيين، الذين يتفهمون القلق من الدعم الحكومي الصيني لكنهم يخشون التصرفات الأمريكية غير المتوقعة.
ما السيناريو المتوقع من محادثات سويسرا؟
الاتفاق الشامل يبدو بعيدًا، لكن التقدم التدريجي ممكن. المطلوب هو واقعية سياسية، لا استعراض إعلامي. خفض تدريجي للرسوم مرتبط بتحسينات قابلة للتحقق في قضايا مثل حماية الملكية الفكرية ونفاذ الأسواق قد يكون بداية منطقية.
كيف يجب فصل التجارة عن الجغرافيا السياسية؟
ربط التجارة بقضايا مثل تايوان أو شينجيانغ يجعل أي تقدم شبه مستحيل. المطلوب تبني منهج مشابه للدبلوماسية النووية في الحرب الباردة، حيث كانت ملفات التعاون منفصلة عن الخلافات الكبرى.
ما المخاطر إذا فشلت المفاوضات؟
أي فشل في هذه المحادثات قد يطلق جولة جديدة من التصعيد التجاري، ما سيؤدي إلى تقلبات في الأسواق العالمية، ويهدد الاقتصادات النامية التي تعتمد على استقرار سلاسل التوريد، ويقوض ثقة الحلفاء في قدرة واشنطن على قيادة النظام الاقتصادي العالمي.
ما الرؤية المطلوبة للمستقبل؟
تحتاج الولايات المتحدة إلى سياسة تجارية تعتمد على الثقة بقدراتها لا الخوف من المنافسة، وتحقيق الإصلاحات الضرورية بدلًا من تعليق الإخفاقات على شماعة الصين. ذلك وحده يمكن أن يحول التنافس إلى شراكة بناءة.